قراءة في البيان «الليبي الأمريكي»
بقلم – أ. عبدالله كنشيل
صدر على هامش المؤتمر الخاص بمكافحة تنظيم داعش، وحضرته حكومة الوفاق بوزيرين، بياناً مشتركاً بين عِدّة وكالات أمريكية، لم يسمها البيان، وليست من ضمنهم وزارة الخارجية، ووزيري خارجية وداخلية الوفاق، حيث عبر وفد الوفاق عن بالغ قلقه عن الأوضاع الأمنية وتأثيرها على المدنيين.
في حين دعى الجانب الأمريكي الجيش الوطني الليبي لوقف هجومه على طرابلس، لتحقيق 3 نقاط حسب تعبيرهم وهي.
1- سيُساعد وقف الهجوم على تعزيز التعاون الأمريكي- الليبي، لمنع التدخلات الخارجية.
2- تعزيز سلطة الدّولة الشرعية.
3- معالجة قضايا الصراع الأساسية.
كما أكد الوفد الأمريكي، دعمه لسيادة ليبيا وسلامة أراضيها في مواجهة محاولات روسيا لإستغلال الصّراع ضد إرادة الشعب الليبي.
ما نلاحظه في هذا البيان هو مخاطبة الجيش الوطني ومطالبته بوقف الهجوم على العاصمة دون أن يدينه، وكذلك تجاهل القوات الأُخرى بالكامل، وخلو البيان من أي إشارةٍ لدعم حكومة الوفاق.
الجديد في الموضوع هو الإشارة لإحتمالية إستغلال روسيا للصراع وتعزيز مصالحها ، دون مراعاة إرادة الشعب الليبي، وهي إشارة غامضة، حيث المعروف أنّ التعاون ألأمريكي-الرّوسي كبير وعلى جميع الأصعدة.
ومن هنا جاء البيان فضفاضاً، ولا معنى له على ارض الواقع، ونستخلص منه عدم اكثرات الحكومة الأمريكية بهذا الصراع، عكس اهتمامها بمنطقة الساحل والغرب الْأفْرِيقي، والتي ركزت عليها كلمة وزير الخارجية الامريكي والذي لم يتطرّق في كلمته لليبيا إطلاقا.
المطلوب وطنيّاً، هو على الأطراف السياسية والقبلية والجهويّة الليبية، ان تبتلع ألسنتها وأن تتفاهم في مابينها، فالعالم ليس من أولوياته صراعاتنا، وماما امريكا، التي يُعوّل عليها البعض، لن تدعم اي طرف من أطراف الصّراع في بلادنا.