«القضاء» يفصل في قضية «سجن أبوسليم».. والمليشيات ترفض الحكم وتختطف المعتقلين
قوبل قرار الدائرة التاسعة بمحكمة استئناف طرابلس اليوم الأحد بإسقاط التهمة عن المتهمين في قضية سجن أبوسليم، لانقضاء مدة الخصومة، بموجة عنيفة من الانتقادات والهجوم اللاذع لإسلاميين وأعضاء بجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، فيما انتهجت إحدى التشكيلات المسلحة الموالية لـ”حكومة الوفاق” نهجاً أخر لا تعرفه الدول المدنية للتعبير عن اعتراضها على الحكم.
وبحسب قناة ليبيا الاحرار التي تبث من تركيا قال القاضي في الجلسة التي انعقدت في طرابلس إن المحكمة وبعد الاطلاع على الأوراق وبعد المداولة ومراجعة القوانين المتعلقة بالإجراءات الجنائية وقانون العقوبات العام حكمت المحكمة غيابيا وحضوريا للمتهمين بسقوط الجريمة المسندة إليهم بمضي المدة، إلا أن القرار لم يحظى برضا مليشيا “الردع” التابعة لـ”داخلية الوفاق” فاقتحمت سجناً تابعاً لقوة أخرى تتبع “داخلية الوفاق” وهي “كتيبة ثوار طرابلس” بعد اشتباكات عنيفة، انتهت بسيطرة “الردع” واقتياد عدد من السجناء إلى سجن الردع ومن بينهم اللواء عبدالله السنوسي رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية والساعدي معمر القذافي وعبدالله منصور ورئيس الحكومة الاسبق البغدادي المحمودي.
وقالت مصادر أمنية، إنما يسمي “قوة الردع” التابعة لـ”حكومة الوفاق” برئاسة فائز السراج، اقتحمت سجناً تابعاً لما يعرف بـ”كتيبة ثوار طرابلس” التابعة لـ”داخلية الوفاق” والواقع في زاوية الدهماني، وتمكنت من إقتياد الساعدي القذافي وعبد الله السنوسي والبغدادي المحمودي وعدد آخر من السجناء إلى مقرها بقاعدة معيتيقة.
وأوضحت المصادر، أن العملية بدأت بقيام “الردع” بمداهمة سجن “ثوار طرابلس” مما أدى إلى وقوع اشتباكات بين الطرفين، في زاوية الدهماني قبل أن تسيطر قوة “الردع” على السجن وتنقل كل السجناء إلى قاعدة معيتيقة. وتوعد عدد من قياديي كتيبة ثوار طرابلس التابعة لـ”داخلية الوفاق” قوة “الردع” الخاصة التابعة أيضاً للداخلية بالرد على الهجوم الذي تعرض له مقر كتيبتهم بمنطقة زاوية الدهماني وسط طرابلس بوقت مبكر اليوم الأحد.
وأمهل القيادي في “كتيبة ثوار طرابلس” زياد كافو، في منشور له بموقع “فيسبوك” قوة الردع الخاصة حتى الساعة 12 من ظهر اليوم الأحد، في إشارة منه لإعادة عدد من الساجين تم أخذهم عنوة من مقر الكتيبة في هجوم اليوم، مبيناً بأن ما حدث سببه خيانة من رفاقهم بالكتيبة دون أن يسميهم. ومن جانبه قال قيادي آخر في نفس “الكتيبة” هاني مصباح إن ما قامت به “الردع” لن يمر دون حساب، واصفاً عناصرها بـ”الدواعش”.
ناصر عمار، آمر ما يسمى بـ”قوة الإسناد” التابعة لـ”بركان الغضب”، أبدى اعتراضه، على الحكم، وبرر ما قامت به “الردع” وقال على صفحته بـ”فيسبوك”: “إستئناف طرابلس تحكم باسقاط التهمه عن المتهمين في قضية سجن بوسليم.. ولذلك فإن ماقامت به قوة الردع بجلب المتهمين الى سجونها وافتكاكهم من كتيبة ثوار طرابلس كان صوابا، يبدوا ان هناك امر يدبر بليل بتهريب الساعدي والسنوسي ومن معهم غير ان قوة الردع سبقت هذا الامر بخطوة فقامت بايداع المتهمين في سجونها حتى لا يتم التلاعب بدماء الشهداء والارواح التي قتلت ظلما وعدوانا ولن تفلحوا .. فمخططاتكم مفضوحة” على حد قوله.
من جانبها، أبدت عضو “مجلس الدولة الاستشاري” آمنة امطير، اعتراضها على قرار محكمة استئناف طرابلس بإسقاط التهمة على جميع المتهمين في قضية “مذبحة سجن أبوسليم” بسبب انقضاء مدة الخصومة، وقالت “امطير” في تدوينة على حسابها بـ”فيسبوك” اليوم الأحد: “هل نحتاج للترافع على من ظلمنا في المحاكم الدولية. أم يترك الانتقام وأخذ الحق لأهالي الضحية نفسها؟” على حد قولها.
أضافت عضو “مجلس الدولة الاستشاري”: “إذا لم يوضع حد لهذه المهازل فأبشروا بقانون الغاب على المدى القريب والبعيد،القضاء الليبي يحتاج وقفة صارمة وهنا اطالب بأن يذهب أهالي المظلومين للقضاء الدولي” على حد قولها.
خالد الشريف أحد قادة الجماعة الليبية المقاتلة، وعضو تنظيم القاعدة، لم يعجبه حكم المحكمة، وقال على حسابه بـ”فيسبوك” من تركيا: “مذبحة ابي سليم ازهقت فيها 1272 روحًا بريئة بدون ذنب خلال ساعتين وأخفيت جثامينهم الي الان لا يعلم ذويهم اين هم وحاول النظام لسنوات طمسها وإنكارها ثم استغرق التحقيق فيها ما يقارب الستة سنوات وعرضت قوات الشرطة القضائية نفسها للمخاطر عدة مرات في سبيل القبض علي فاعليها وتقديمهم للقضاء وبعد ذلك خلال ثواني يصدر الحكم بسقوط التهمة لمضى المدة ، انا لست قانونيًا و لكن على يقين ان هذا ليس عدلا” على حد زعمه.
لكن الدكتور مصطفى الزائدي أحد قيادات النظام السابق، وجه التحية للقضاء الليبي، وقال: التحية للقضاء الليبي بكل رجاله ونسائه، الذي تأسس وعمل وفق قاعدة القضاء لا سلطان عليه ، والذي عانى لسنوات عندما عمل تحت ضغوط الإرهابيين والمجرمين. نثق فيه، وفي قدرة القضاة وأعضاء النيابة على إصدار أحكام عادلة رغم حملات الدعاية والتزوير والتضليل ، التي مارستها ماكنة الإخوان الإعلامية طيلة عقود”.