الشريف: ليبيا أمام سيناريو انتخابات مضغوطة غير مقبولة النتائج

قال الباحث بجامعة يورك البريطانية، ومستشار السابق بالمجلس الرئاسي لشؤون التنمية علي إسماعيل الشريف، إن النخبة السياسية المهيمنة على المشهد داخل مؤسسات البرلمان ومجلس الدولة والمجلس الرئاسي والحكومة أمضت نحو عشر سنوات تدور في حلقة مفرغة من أجل إنتاج سلطة سياسية توافقية جديدة ناجمة من شرعية انتخابية، كل ما حدث ويجري على المشهد السياسي من تسويف وإطالة ومبررات لتعطيل إجراء الانتخابات الوطنية سببه العناد اللامحدود وغياب الثقة وعدم الانصياع لفلسفة الاستحقاق الانتخابي المبنية على التداول عبر قبول واحترام نتائج اختيار الناخبين.
أضاف في مقال بإحدى المواقع الإخبارية “هب أن المشير خليفة حفتر فاز بانتخابات رئاسية (موثوقة) أجريت على أساس قاعدة دستورية تقوم على تصفير شروط الترشح، هل سيقبل بالنتائج تحت أي ظرف المتمترسون خلف جدران العناد والثأرية، والمتزينون بوهم شعارات الدولة المدنية (الديمقراطية) في معسكر غرب ليبيا؟ والعكس من ناحية أخرى إذا ما خسر المشير، هل ستطمأن المؤسسة العسكرية للنتائج وتقبل برئيس آخر؟.”
وتابع قائلًا “كل المؤشرات والمعطيات التي تدير العملية السياسية المأزومة لا تدل على إمكانية تنظيم انتخابات صحيحة في المستقبل المنظور، تتمحور الأسباب العميقة لوأد الاستحقاق الانتخابي حول أربعة قضايا رئيسية، أولها ضعف البعثة الأممية للدعم في ليبيا UNSMIL أمام تعقد الأزمة السياسية وافتقارها لشخصية وفريق متمكن من توحيد وتوجيه الجهود الوطنية في هذا المسار، وثانيها حالة التوافق الدولي والإقليمي (النادرة) ولأسباب جيوسياسية وأمنية ونفعية مختلفة للأطراف المتدخلة في القضية الليبية على أن تبقى الأزمة السياسية الليبية في حالة المراوحة وذر الرماد في العيون بالدعوة (نفاقاً) لإجراء الانتخابات، والثالثة المصلحة المشتركة للمؤسسات السياسية الرسمية الأربع (البرلمان، مجلس الدولة، المجلس الرئاسي، حكومة الوحدة الوطنية) في بقاء الوضع على حاله لكسب المزيد من الوقت والمنافع والمزايا، أما الرابعة والأخيرة تنامي كتلة شبكات المصالح المالية والعسكرية التي تغلغلت في مفاصل الدولة واحتضنت المركز (العاصمة) كسلطة أمر واقع وصارت مسألة تفكيكها بعيد المنال”.
واختتم قائلًا “بهذه المعطيات نحن أمام سيناريوهين سيئين، إما انتخابات وطنية (مضغوطة) ستفضي نتائجها التي سيرفضها أحد الطرفين لحرب (مكتملة التجهيزات) ولنا في تجربة فجر ليبيا 2014 عبرة، أو اللهث وراء (سراب) إجراء انتخابات وفق السياق المطروح واستنزاف الموارد السيادية للدولة واستسلام الأمة الليبية لمصيرها المجهول والقاتم. ليبيا لازالت تتخبل في شِباك المرحلة الانتقالية، المراحل الانتقالية والمؤقتة ذات طبيعة استثنائية والمعالجات الدستورية والمؤسساتية خلالها نسبية وغير نمطية، هناك حاجة ملحة للنخبة الوطنية الواعية للتفكير بشكل مختلف، أن يخرج مقترح بإجراء انتخابات (ذكية) ليبية للخروج من المتاهة، نحتاج إلى حلول تدريجية لتحريك حالة الانسداد السياسي وتفكيك المشهد”.