قشوط: كلمة القائد العام تحاكي الواقع الذي نعيشه وما وصلت له لـيبيـا من عبث
قال محمد قشوط الناشط السياسي، إن كلمة المشير خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، الليلة التي وجهت لعموم الشعب الليبي أولاً وللأطراف السياسية المحلية ثانياً والأطراف الدولية ثالثاً كانت موزونة هذه المرة بشكل دقيق.
وأكد قشوط، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن الكلمة اختيرت فيها الكلمات والمصطلحات بعناية شديدة وشملت كافة الجوانب التي تحاكي الواقع الذي نعيشه اليوم وما وصلت له لـيبيـا من عبث أصبح يهدد وحدتها وثرواتها.
وأوضح قشوط، أن كلمة المشير خليفة حفتر تطرقت لأربعة جوانب مهمة بتدريج : أولها العامل الاجتماعي حيث لم يغب عن ذهن المشير تذكير الليبيين بمعاناتهم وكيف أصبحت لدينا طبقة باتت تشكل الأغلبية تحت خط الفقر وكيف سوء استخدام موارد الدولة حرم مدن ومناطق من العيش وتطوير حالها .
وعن العامل الاقتصادي، قال قشوط:” هو الأبرز ومحور كلمة المشير التي تزامنت مع تصعيد الذي انتهجته الحكومة المكلفة من البرلمان منذ أيام وهذا يكشف التناغم بينها وبين مجلس النواب والقوات المسلحة، فالمشير أوضح الليلة بالأرقام حجم الفساد الذي بدأ يستنزف في قدرات الدولة مالياً بسبب مافيا فارضة سيطرتها على مراكز السلطة في طـرابـلس محتكرة كل شي في مجموعة معينة تستفيد وتنهب بينما الشعب يرمون له الفتات لذلك كانت إشارة المشير للجنة الترتيبات المالية أشبه بالفرصة الأخيرة لتحقيق عدالة في التوزيع وإلا سيكون التصعيد هو عنوان المرحلة القادمة”.
وعن العامل السياسي ، أوضح قشوط، أن توقيت الكلمة كان مهم لأن الوضع السياسي وصل لمرحلة انسداد وبدأ يلفه الغموض المتعمد الذي تمارسه كافة الأطراف لضمان بقائها في المشهد فإشارة المشير لإجراء الانتخابات ولو بعد حين تعكس انعدام أفق الحل وأن هناك خطوات ستتخذ قبل ذهاب للانتخابات .
أما العامل الدولي، فأشار قشوط، إلى أن العامل الدولي هو الذي لفت انتباهه وأكبرت في المشير ما قاله فمنذ فترة كنا ننتظر أن يخرج مسؤول واحد يضع حد لسفراء ويرد عليهم بما يليق بهم نظير تطاولهم الوقح وتدخلهم السافر وأخرهم السفير الأمريكي قبل يومين الذي ترك كل مسببي الأزمة وراح يشطح وينتقد في القوات المسلحة ويحملها في المسؤولية بل ويحدد لنا كيف نوزع ثروات بلادنا!”.
وتابع:” تلاحظون المشير أشار في هذا الجانب لطلبات الدول من القوات المسلحة أن تكون حارساً لهم لمنع تدفق المهاجرين دون أن يقدموا دعما وفي ظل استمرار حظر التسليح، وأعتقد أن المشير كان يلمح لزيارته الأخيرة لإيطاليا ويبدو من كلمة الليلة أن الرد كان إما الدعم ورفع الحظر أو نحن لسنا بحراس على بوابات بلدانكم “.
واختتم قشوط قائلا:” خلاصة الكلمة يبدو أننا أمام خيارات جداً صعبة وستضطر لها القوات المسلحة مجبرة مالم تتعقل الأطراف المحلية والدولية وتتفق فإما توزيع عادل لنفط أو إغلاق الموانئ والحقول وإما حل سياسي سريع يذهب بنا للانتخابات أو التصعيد المسلح فالقوات المسلحة لم يعد لديها ما تخسره إن كانت الدولة تضيع أمام عينيها”.
وكان القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر، أكد في كلمته، إن القوات المسلحة مؤسسة وطنية منضبطة واجبها حماية الوطن والوحدة الوطنية وحفظ الاستقرار والسلم الاجتماعي، والتي حاربت وتحارب الإرهاب نيابة عن العالم رغم انعدام الإمكانيات.
وأضاف المشير خليفة حفتر:” نراهن على جيش قوي ومحترف في إعادة هيبة الدولة والدفاع عن الديمقراطية ومكافحة الفساد”.
وطالب المشير خليفة حفتر، بتشكيل لجنة عليا للترتيبات المالية تقوم بوضع الآليات المناسبة لتوزيع النفط بشكل عادل في موعد أقصاه نهاية أغسطس القادم، متابعاً:” في حالة عجز هذه اللجنة أو فشلها في تنفيذ مهمتها فإن الليبيين جميعهم سيكونون في الموعد”.
وأمر القائد العام، القوات المسلحة بأن تكون على أهبة الاستعداد لتلقي الأوامر والتعليمات في الموعد المناسب، رافضا تطاول بعض سفراء الدول الأجنبية في ليبيا وفي مقدمتهم المبعوث الأمريكي السفير ريتشارد نورلاند.
وأوضح القائد العام، أن سفراء الدول الأجنبية أثبتوا فشلهم الذريع في تحقيق أي نتيجة تساهم في حل الأزمة الليبية، مؤكدا أنهم ساهموا في تعميق الخلافات بين أبناء الشعب الليبي الواحد.
ونوه بأن الشعب الليبي يتمسك بضرورة ابتعاد هؤلاء السفراء عن حشر أنفهم في الشأن الليبي، موضحاً أن الليبيين لا يحتاجون إلى دروس ومواعظ والكثير من مغالطات هؤلاء السفراء”.