سليمان البيوضي: الموقف الأوروبي الداعم لإخراج المرتزقة من أهم عوامل استقرار ليبيا
قال سليمان البيوضي، الناشط السياسي من مصراتة، إن الحالة الدولية والإقليمية تمثل فرصة لليبيين في الداخل ومن الواجب استثمارها نحو معالجة القضايا الشائكة على طاولة حوار مجتمعي واسع يشارك فيه الجميع، أما الاستمرار في نهج انتظار المواقف والتدخلات الأجنبية فسيبقي البلاد رهينة للاختلافات الدولية بشكل مستمر وستلقي بظلالها على الاستقرار داخليا، لأن ليبيا ستبقى دائما أرض الصراعات البديلة، وأمامنا لحظة تاريخية لن تتكرر لتغليب المصلحة الوطنية عن كل الاعتبارات الأخرى.
أضاف البيوضي في حوار لصحيفة الأسبوع الليبي: “الموقف الأوروبي الموحد المطالب بإخراج المرتزقة وتنفيذ بنود وقف إطلاق النار 5+5 واستدامته هو من أهم عوامل دعم الاستقرار، ولكن محاولات فرض ما يسمى مراقبة دولية قد يتحول لحالة مستدامة أشبه باتفاق الخليل بين حركة فتح وإسرائيل وبالتالي تعزيز فكرة الانقسام في ليبيا البلد الواحد. صدقية الموقف الأوروبي نحو ليبيا ستثبته الحركة على الأرض ومدى مساعدة حكومة الوحدة على إنجاز مهامها وممارسة الضغط على الجميع للاستمرار في التهدئة وتقديم المساعدات الفنية في القضايا التي يطلب الليبيون المساعدة فيها”.
وعن السيناريوهات المتوقعة خلال الفترة القادمة، اختتم البيوضي: “توقع القادم لا يمكن بناؤه بسهوله ونحن أمام حالة جديدة لا زالت في المهد وهي محاولة الليبيين أن يتوحدوا في حكومة واحدة، وعليه فمن المهم تماما أن يكون المبعوث الأممي الجديد مدركا لطبيعة الحالة الليبية وتعقيداتها وأن يستمر في تطبيق خارطة الطريق للمرحلة التمهيدية وأن يحظى بموقف دولي موحد ودافع باتجاه إنجاز كل الاستحقاقات كاملة وأن لا يتعامل مع الوضع الليبي بمبدأ الاستماع لطرف دون آخر، وأن يكون قادرا على الوصول للجميع بكل اختلافاتهم، والمرحلة القادمة ستكون بها الكثير من الصعوبات فالتركة في ليبيا ثقيلة، لكن الاتفاق على إطار دستوري وقانوني وإجراء الانتخابات في موعدها في 24 ديسمبر 2021 سيكون أساسا متينا للدخول في مرحلة أكثر استقرارا أما تجاوز التوافقات والتفاهمات دون اتفاق جامع فدون شك سيعيد البلاد لفوران العنف السياسي والدوران في الفراغ”.
الوسوم