قنونو: خضت معركة 2019 كعسكري محترف أنفذ طلعات جوية بالطائرة وأتفقد المحاور بالسيارة
قال محمد قنونو، المتحدث باسم قوات “حكومة الوفاق” إنه خاض معارك 2019 و”كفنه على كفه”، مضيفا: “كعسكري محترف أعلم أنني أدخل المعركة وكفني على كفي، وكذلك كل من يقاتل لأجل قضية كبرى، كما كان أبطال البركان والبنيان قبلهم، عندما يترجل فارس منهم نحتسبه عند الله شهيدا، وقد نغبطه، لقد خلف هؤلاء فخرا لنا ولعوائلهم وأبنائهم وأحفادهم، وما عند الله خير وأبقى” وفق قوله.
أضاف “قنونو” في حوار مع موقع “الرائد” الإخواني، اليوم الإثنين: “المعركة مرت بعدة منعطفات حادة، وقد مررنا بفترات زهو وانتصارات، وواجهنا فترات عصيبة، وقد سخرت دول محور الشر طائرات مسيرة صينية، تناوب فوق الكلية الجوية على مدى 24 ساعة، واستهدفت المطار المدني المجاور، واستهدفت كل شيء يتحرك، طبعا لم نعدم الوسيلة للتعامل مع هكذا ظرف، فقد كانت لدينا حساباتنا، وكان لدينا خطط للأوقات الحرجة، لكن والحمد لله لم نصل إليها، ولعل المتابع يذكر كم أسقطنا من هذه الطائرات ومرّغنا أنفها في التراب بأبسط الإمكانيات” على حد زعمه.
وواصل “قنونو”: “مهمتي التي كلفت بها في المعركة كانت مهمة تعبوية، بالإضافة إلى وظيفتي في سلاح الجو، فكنت أنفذ طلعاتي القتالية، ثم أستقل سيارتي وأزور المحاور، فالتخاطب المباشر مهم جدا لرفع المعنويات للمقاتلين، لقد كان الرجال يحتاجون إلى شد أزرهم، وكثيرا ما رأيتهم أكثر مني عزما، وكانوا يشدون من أزري ويرفعون معنوياتي. في محور صلاح الدين عندما دفعت الفاغنر الروسية بثقلها في هذا المحور، بما تملكه من تقنيات واتصالات، كنا نخشى على هذا المحور أن يتخلخل تماسكه فيتمكن العدو من إحداث ثغرة يصعب سدها، وندخل في منعطف جديد، كنت أزور هذا المحور فتتبدد المخاوف حين أرى العزيمة في عيون الرجال”.
وتابع “قنونو”: “لن أقول: إن المعركة كانت سهلة، لكن بحكم عملي، فالحرب لم تكن في يوم من الأيام هدفا، ولا حلا، وكل حرب صعبة، ولأن هذه المعركة مرت بمنعطفات كثيرة وعديدة على مدى سنة ونصف تقريبا، فإن الخشية عادة لا تكون في محاور القتال، فالأمر هناك واضح، الأبيض أبيض.. والأسود أسود، لكن أن يستهدف مستشفى وتقتل الأطقم الطبية فيه، أو يستهدف منزل ويسحق الأطفال تحت الأنقاض، أو يقصف مركز إيواء مهاجرين أبرياء، أو أي موقع مدني، أو يتم التمثيل بالجثث، إنها المشاهد الأشد انحطاطا، يساورنا حيالها شعور من الألم والغضب والاشمئزاز، خاصة حين نتخيل مشاعر الرعب في عيون أسر الشهداء، فيزيدنا ذلك أسى، لقد كانت المشاهد المؤلمة ترسخ في أذهاننا على الدوام، وتلازمنا وإن كابرنا عليها” على حد زعمه.
الوسوم