اخبار مميزة

الدور القطري للانتقام من سيف الإسلام القذافي

أثار تقريرًا نشرته مجلة “نيويورك تايمز”، خلال الساعات الماضية، في صورة مقابلة أجراها صحفي أمريكي يدعى “روبرت وورث”؛ مع سيف الإسلام القذافي، حالة من الجدل في الأوساط الليبية، وهو ما دعا مراقبون للمشهد الليبي إلى التأكيد على أن ذلك اللقاء الهدف منه هو تشويه صورة سيف الإسلام، حيث يعد  “وورث” من الصحفيين الذين تحصلوا على تمويلات عبر دوائر غير مباشرة من دولة قطر لسنوات عديدة.
من هو “روبرت وورث”
وُلد ” وورث ”  ونشأ في مانهاتن بنيويورك، ويعيش الآن في واشنطن العاصمة، وهو خريج جامعة ويسليان، بولاية كونيكتيكت، وحاصل على الماجستير والدكتوراه في اللغة الإنجليزية من جامعة برينستون، وعمل مراسلًا لنيويورك تايمز في عام 2000.
بين  عام 2003 إلى  2006، عمل مراسلًا للتايمز في بغداد، وفي  2007 حتى عام 2011، شغل منصب  مدير مكتب التايمز في بيروت، ونال جائزة ليونيل غلبر عام 2017 عن كتابه “غضب من أجل النظام” الذي يتناول ما يسمى انتفاضات الدول العربية في 2011.
وبين أعوام 2014 إلى 2015، كان ” وورث ” زميلًا للسياسة العامة في برنامج الشرق الأوسط في مركز وودرو ويلسون الدولي للخبراء أثناء كتابته لكتاب “غضب من أجل النظام”، وأثناء وجوده هناك عمل على مشروع “الثورات العربية وإرثها”.
كما حصل على الميدالية الفضية لجائزة “كتاب آرثر روس” لعام 2017 التي يقدمها مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي عن كتابه “غضب من أجل النظام”.
وما يوضح حقيقة الصحفي الأمريكي هي عناوين المقالات التي قام بكتابتها سابقًا؛ ومنها “الواقع المظلم وراء أحلام المملكة العربية السعودية الطوباوية (الطوباوية: مجتمع خيالي يمتلك مزايا مرغوبة للغاية أو تكاد تكون مثالية لمواطنيه)”، وأيضًا “داخل نظام حكم اللصوص البيروقراطي في العراق”.
ويتضح من عناوين مقالته هدفه الخفي، الذي يسعى من خلاله إلى تشويه الوطن العربي، لصالح الجماعات الإرهابية، فمن ضمن عناوين مقالاته المشبوهة؛ “رؤية محمد بن زايد المظلمة لمستقبل الشرق الأوسط”، و “نهاية الوهم السعودي”، وأيضًا “الرجل الذي رقص على رؤوس الأفاعي”؛ وهو المقال يتناول الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وأيضًا “حلب بعد السقوط”، و “بعد إضعافه عسكريًا، لا يزال لدى تنظيم داعش القدرة على زرع الفوضى القاتلة”.
مسلسل تشويه “سيف الإسلام” مستمر
استغل عدد من النشطاء والحقوقيون المتوافقين مع أهداف الصحفي الأمريكي في تشويه صورة سيف الإسلام، تلك المقابلة في إعادة نشرها على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ومنهم، المدعوة حنان صلاح، الباحثة في الشرق الأوسط إفريقيا، ومديرة “هيومن رايتس ووتش” في  ليبيا، حيث قامت بعمل مشاركة للمقابلة عبر حسابها  على توتير.
“خلف الدخان والمرايا، سيف هو نفس الشخصية الخشنة التي كان عليها قبل عقد من الزمان. سنواته الطويلة في البرية لم تعلمه شيئًا”، هكذا علقت الناشطة الحقوقية، وواصلت قائلة:  “مهما كانت طموحاته، في الواقع، فإن السلطات ملزمة بتسليم ابن القذافي إلى المحكمة الجنائية الدولية حيث أنه مطلوب لارتكابه جرائم ضد الإنسانية”، على حد زعمها.
أصابع وأجهزة استخباراتية
ومن جانبه علق الإعلامي نشأت الديهي،  مقدم برنامج “بالورقة والقلم”، المذاع عبر فضائية “TeN”، أن “الصحفي الذي أجرى الحوار مع سيف الإسلام، هو “روبرت وورث”، كان مراسل لنيويورك تايمز في بغداد في عام 2003 وحتى عام 2007 خلال احتلال العراق، وفي 2007 كان متواجد في بيروت، وفي 2010 كان متواجد في القاهرة لتغطية الانتخابات وكتب كتابا اسماه من “ميدان التحرير لداعش”، وكان يشيد دائمًا بشخصية محمد البلتاجي أحد أركان الإخوان ويرتبط ارتباط مباشر بمراكز البحوث القطرية.
وتابع، أننا أمام مراسل ليس عادي والأماكن التي خدم بها تؤكد أنه ليس مصادفة أن يتم إرساله لإجراء الحوار في هذا التوقيت مع هذا الشخص، لافتًا إلى أن “المحرر أوضح أن المكان المتواجد به إسلام القذافي هو مكان إقامته ويبدو عليه علامات الترف، ومن السذاجة أن يصدق أحد أن هذا مقر إقامته، فسيف الإسلام القذافي ليس بالسذاجة أن يجري حوار بمقر إقامته حتى لا يتم تصفيته”.
ونوه، أن “الزي الذي ظهر به سيف الإسلام كان مثار تساؤلات رواد مواقع التواصل الاجتماعي وهو الزي الشعبي الليبي “مصادفة” وليس له دلالة سياسية”.
وأوضح، أن “أهم تصريحات بهذا الحوار تتمثل في اعتراف سيف الإسلام بوجود أخطاء قبل 2011 وأنه وجه بضرورة تلافي هذه الأخطاء، وتقييمه 10 سنوات من الفوضى العارمة، ومازال ينظر للخلاص وتحقيق الإرادة الشعبية للشعب الليبي، وينتوي دخول الانتخابات ويرفض أن يأتي على ظهر دبابة أو مفروض من جهة ما”.
واعتبر أن “توقيت عرض وإجراء هذا الحوار المجتزأ الذي لا يعكس كل ما تم في المقابلة يخدم فكرة ما غير معروفة، فهناك مهمة ما يقوم بها هذا الصحفي لخدمة جهة ما بمحاولة الربط بين سيف الإسلام حاليًا وما قبل 2011، هناك أصابع وأجهزة استخباراتية تلعب في الداخل الليبي وتحاول إبعاد سيف الإسلام عن المشهد”.
أكاذيب غير حقيقية 
من جانبه أكد المحلل السياسي عبد الباسط بن هامل، في مداخلة تلفزيونية على قناة الغد، أنه لا يعتقد أن الصحفي الأمريكي أجرى مع سيف الإسلام القذافي “مقابلة صحفية”، وإنما قام بصياغة تقرير بدون حيادية وبعيد كل البعد عن المهنية، كما أنه لم يلتزم بالأمانة في النقل، ولكن على العكس كان هناك سوء نية مٌبيت”.
وتابع «بن هامل»، أن ذلك الصحفي الأمريكي “أدخل في تقريره عناصر أخرى مثل فتحي باشاغا وخالد المشري والصديق الكبير،  فخلال قراءة ذلك التقرير تشعر كأنك تقرأ تقريرًا تم كتابته في عام  2011 وليس في عام 2021 مليئ بالأكاذيب غير الحقيقية”.
وفي سياق متصل، تناول “بن هامل” في مقال له نشرته «صحيفة الساعة 24»، العلاقة التي تربط بين باشاغا والصحفي الأمريكي بهدف تلميعه وحرق خصومه ف سباق الرئاسية الليبية.
يقول الصحفي الليبي، عبد الباسط بن هامل في مقاله؛ “العجلاتي عراب فجر ليبيا ”فتحي باشاغا”، الذي يدعي الوطنية ومحاربة المليشيات، وهو عرابها في حقيقة الأمر، يسوق نفسه عبر الدوائر الخارجية من خلال مؤسسة الضغط السياسي الأمريكية” رويس براونشتاين” والتي وقع عقداً معها بقيمة شهرية تقدر بحوالي 50 ألف دولار أمريكي ومن بين الاتفاق غسل وتلميع باشاغا خارجيا وحرق خصومه في سباق الرئاسة الليبية”.
وأردف؛ “وهو يعلم جيدا أن إثنين من أبرز المرشحين المفترضين وهما خليفة حفتر،  وسيف الإسلام، وبالتالي استخدم وسيلة رخيصة عبر الصحفي الذي يعمل لصالح وكالة الاستخبارات الامريكية CIA ومحسوب على الديمقراطيين ويعمل ضمن فريق تهويد المنطقة من خلال دعمهم مشروع الربيع العربي الذي دمر المنطقة”.
وواصل قائلًا: “الصحافي ” روبرت إف ورث ” في  تقريره الصحافي انتقل من طرابلس إلى الزنتان وحدد الهدف مسبقاً لاخراجه بصورة سيئة لكل الليبيين الذي يعقدون آمالهم على سيف الإسلام وبغض النظر على المظهر الخارجي واللباس الذي توقف عنده كثيرون لسيف الاسلام وبعضهم محق، فإن حديث الصحفي داخل النص يعبر عن وجهته ويتحمل وزر تحليله الخاص الذي يدل عن سوء نية مبيت مسبقا بانتقادات تتجاوز حدود المهنية الصحافية إلى توجيه الرأي العام بطريقة مدسوسة مدفوعة الأجر من صديقه الذي قبض الثمن كلماته في مصراتة من فتحي باشاغا ضمن شبكة تدير انشطة عديدة يدعمها فيها الإنجليز”.
وأوضح “بن هامل” أن “مقابلة مع شخصية بوزن سيف الإسلام لا يمكن أن يكون معها أشخاص أخرى متداخلة بالمطلق داخل النص وهي عملية مدسوسة أيضا، في حين تعمد الهجوم المباشر على سيف الإسلام وآخرين، بينما قام بتلميع باشاغا وأظهره في ثوب المنقذ وشريك الأوروبين ودول المنطقة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى